العتبة العباسية المقدسة تصدرُ الكتاب الثاني والأربعين من سلسلة مصطلحات معاصرة

 

الإعلام والعلاقات العامة / كربلاء المقدسة

صدر حديثاً عن المركز الإسلاميّ للدّراسات الإستراتيجية التابع للعتبة العباسية المقدسة، الإصدارُ (42) من سلسلة مصطلحات معاصرة، وكان بعنوان: (الإتيقا نقد المفهوم وتحوّلاته في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة الغربيّة) لمؤلّفه الدكتور محمّد أمين بن جيلالي، وتدخل هذه السلسلة في سياق منظومةٍ معرفيّة يعكف المركز على تظهيرها، وتهدف إلى بحث وتأصيل ونقد مفاهيم شَكَّلت ولمّا تزل مرتكزاتٍ أساسيّةً في فضاء التفكير المعاصر.

 

والإصدارُ عبارة عن دراسة حول مفهوم “الإتيقا”، وقد تناول مؤلّفه تعريف المصطلح في مصدره اللغويّ والاصطلاحيّ، فضلًا عن ظروف نشأته في الفكر الغربيّ ودوافعه وفي تجارب الحداثة على وجه الخصوص، كما تطرّق إلى أبرز الإشكاليّات التي يثيرها المصطلح عبر مراحل استعمالاته في الغرب، مع التركيز على نقد الأفكار المتاخمة له في مجال الأخلاق والعلوم الإنسانيّة ومدى ارتباطه بها، وفي ختام دراسته يقوم الباحث بإجراء مقاربةٍ نقديّة للمفهوم انطلاقًا من اختباراته في الفكر الغربيّ الحديث.

 

وقد أوضح المؤلّف: “أنّ هذه الدراسة تنطلق للمفهوميّة والنقديّة للإتيقا، من فرضيّة أنّ الامتداد النظريّ لهذا المصطلح جاء نتيجةَ توسّع مفهومه حسب التمدّد التاريخيّ والسياقيّ والجغرافيّ الذي عرفته الأخلاقيّات المعاصرة بمدارسها وتيّاراتها وروّادها، وكذلك نتيجة تشكُّل المفهوم من بيئته الغربيّة وتغيُّره بحافز الارتحال، إلى تداوليّاته المصطلحيّة خارج الفضاء الغربي”.

 

كما بيّن أنّه: “تنحصر إشكاليّة هذا البحث ضمن تقصّي التغيّر الاتيمولوجي والابستيمولوجي لمصطلح الإتيقا عبر مراحله الفكريّة البارزة، ومقارنة محتوياته ضمن التقليد الغربيّ والإسلاميّ المعاصر، مع التركيز على نقد الأفكار المتاخمة له من الظواهر الأخلاقيّة، وتوضيح مدى ارتباط المصطلح بمختلف العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، كما يُمكن من خلال هذا البحث قياس درجة صلاحيّة استخدامه في سياق الانتقال من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، خاصّةً في ظلّ اتّصال المنعطف الإتيقي باللحظة الديمقراطيّة، التي شَكّلت فارقاً في خلق حقول معرفيّة جديدة تعبّر عن الإتيقا من خلال العلم، مثل: أخلاقيّات الطبّ، أخلاقيّات التنمية، إلخ”.

ولاقتناء هذا الكتاب بالإمكان مراجعة معرض الكتاب الدائم التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة في ساحة ما بين الحرمين الشريفين، أو في شارع الرسول في محافظة النجف الأشرف.