اليوم العالمي للتعليم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على النبي المصطفى الأمين، المبعوث مُعَلِّمًا ومربيًّا للعالمين، وعلى آله الهداة المهديين
قال تعالى في محكم كتابه المجيد: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ))
إنه ليومٌ مباركٌ أنْ تعتني المؤسسات العالمية بيوم خاص له علاقة بالتعليم، وأثر ذلك في بيان مقام العلم عند شعوب العالم كله، فاختيار يوم معيَّن للاحتفاء بالتعليم إنما هي مبادرة إنسانية كبيرة للبحث عن سبل سعادة البشرية وتقدُّمها، ولا يمكن أنْ تتقدم الأمم وترتقي إلا بالعلم ونشره بين جميع الفئات، واليوم إذ يشهد العالم هذه الثورة العلمية التي تعدُّ ثروة معرفية للبشرية، علينا الإفادة منها في جميع مجالات الحياة.
وقد حثت شريعتنا الإٍسلامية المقدسة من خلال تعاليم الثقلين -القرآن والعترة- الاعتناء الكبير بالعلم تعلُّمًا وتعليمًا، ونشرًا وتوثيقًا، حيث كانت أول كلمات الوحي تدل على العلم والمعرفة، فأول آيات القرآن التي نزلت على النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هي آيات العلم، فكانت كلمة (اقرأ) أول كلمة تصدر من الخالق تجاه عباده؛ لما فيها من أثر على النفس الإنسانية، وآيات متعددة فضلًا عن الروايات الشريفة.
وإنَّ احتفاءنا هذا العام باليوم العالمي للتعليم يقترن بمناسبة عظيمة لولادة أحد سادات التربية والتعليم من أهل القرآن وتراجمته في مطلع شهر البركة شهر رجب الأصب، وهي ذكرى ولادة باقر العلم الإمام محمد بن علي (صلوات الله عليه)، الذي بقر العلم بقرًا، وكان رائدًا للعلم وأهله؛ لذلك تقع علينا كمجتمع إسلامي ينتمي إلى الثقلين مسؤولية كبيرة في ضرورة الاهتمام بالتعليم في جميع مستوياته، وتوفير البيئة المناسبة للأسرة التعليمية في جميع جوانبها، والعمل الجاد للقضاء على الأمية بكُلِّ أشكالها؛ لنعكس صورة مشرقة عن العراق بلد العلم والحضارة، وهي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة والمؤسسات والمجتمع، فضلًا عن الأسرة التعليمية .. ختامًا نبارك للجميع هذا اليوم، ونرجوه تعالى التوفيق للعمل على بناء مجتمع متعلم يحمل نور العلم إلى الشعوب كلها ..
ديوان الوقف الشيعي
الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة
1 رجب 1444 هـ
24 كانون الثاني 2023 م