تمر علينا في مثل هذه الايام ذكرى شهادة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام.. هذا البطل المغوار الذي لازم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنصرته إعلاءً لكلمة الله، وبقي من بعده ملازما للحق محاربا للظلم أينما وجد، فزاد حقد مناوئيه يوما بعد يوما حتى قرروا اغتيال الحق بشخص علي عليه السلام.
هي ليلة ليست كسائر الليالي في شهر رمضان.. كان في فجرها آخر مرة يُسمع فيه صوت علي (عليه السلام) ينادي للصلاة.. فلم يفارقه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال له: (تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي، مَن أحبك أحبني، ومَن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا) مشيرا إلى رأسه ولحيته.. فلما جاء موعدها خرج رابط الجأش لا يثنيه شيء لأنه مهاجر إلى الله ورسوله.. يعرف أنها هي.. هي والله الليلة، وقف بين يدي الله في محرابه ولما سجد في صلاته ورفع رأسه الشريف بادره أشقى الأولين والآخرين ابن ملجم بضربة سيف مسموم على أمّ رأسه فقال الإمام عليه السلام: (هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله).. ونادى من فوره: (فزتُ وربِّ الكعبة) لينادي جبرائيل أيضا بين الأرض والسماء بصوت يسمعه كل مستيقظ: (تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء و أعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم محمد المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل والله سيد الاوصياء، قتله أشقى الاشقياء).
فمن بين أحزان النفوس وأنين الأرواح نرفع إلى مقام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام وإليكم أيها الموالون المعزون أحر التعازي والمواساة بهذا المصاب الجلل فاليوم قد اتشحت القلوب بالسواد يعتصرها الألم، فأعظم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء بمصاب إمام الأتقياء وسيد الأوصياء إمام المتقين علي ابن أبي طالب عليه السلام
نسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أتباعه الثابتين على ولايته المتمسكين بمنهجه وسيرته وأن يعجل فرج وليه الحجة بن الحسن إنّه سميع مجيب.
الرئيسة الأخبار اخبار الديوان بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عليّهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي...