بسم الله الرحمن الرحيم(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)صدق الله العلي العظيم

في زمن كانت الدنيا فيه غارقة تحت ظلام الجاهلية  وفي بيئة يلفها الكفر والضلال أضاء الله الكون بالرحمة المهداة وأنار الدنيا بالسراج المنير فكانت البعثة النبويّة الشريفة لخاتم الانبياء والمرسلين التي تجسّدت فيها كلّ معاني رحمة الله تعالى ليبشر العباد أن محمدا أرسل رحمة للعالمين، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) هذا اليوم هو في الواقع بمثابة انتشال الناس من الفكر الجاهلي المقيت المؤدي إلى ظلم الإنسان لنفسه وظلمه لأخيه في آن واحد، بل هو خير لكلّ البشرية قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) حيث كانت القبائل المحيطة بمكة واليمن وما حولهما تعيش حالة الغربة وسط ظلام فكري دامس فجاء رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلَّم بالرسالة الإلهية ليكون كما قال الإمام علي عليه السلام:  (أضاءت به البلاد بعد الضلالة المظلمة والجهالة الغالبة والجفو الجافية) وقال عليه السلام: (ابتعثه بالنّور المضيء والبرهان الجليّ والمنهاج البادي والكتاب الهادي حتّى دخل النّاس في الإسلام أفواجًا أفواجًا) ومن كرامات صاحب البعثة صلى الله عليه وآله وسلم قول أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد رحيل الرسول الأكرم إلى بارئه: (كان في الأرض أمانان من عذاب الله وقد رُفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسّكوا به، أمّا الأمان الذي رُفع فهو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم، وأمّا الأمان الباقي فالاستغفار، قال تعالى وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
وعليه فإننا إذ نستذكر هذا اليوم الذي كان سببا للرحمةَ والهدايةً والخير لا بد لنا أن ننتفع من شعاع النور الذي أظلَّنا الله تعالى به ببركة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلَّم وان نحيي ما كان يدعو إليه النبي من مكارم الأخلاق الذي بعثه الله تعالى ليتممها خاصة ونحن نعيش أزمات أخلاقية وتربوية وتحديات ثقافية وفكرية تريد بنا أن نعود إلى الجاهلية الأولى.. 

بُعِثَ الأمينُ الى الخلائِقِ نُورا
وهُدىً أتى للعالَمينَ بَشيرا

أهلاً بهِ أملاً أضاءَ قُلوبَنا
لولا محمدُ أظلمَتْ دَيجُورا

بالوَحْيِ جاءَ وبِالمُنيرِ مَحَجَّةً
وفمٍ يَضُوعُ مدى الزمانِ عبيرا

بالمَكْرُماتِ مَناقباً يُصْلِحْنَنا
وبكلِّ آياتِ الحِسابِ نذيرا

هي بِعثةُ فيها معاجِزُ جَمَّةٌ
سطَعَتْ بِخَيْرِ المُرسَلينَ ظُهُورا

نسأله تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بنهج رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن يحفظ بلدنا العراق وبلاد المسلمين من كل سوء وبلاء إنه سميع مجيب وكل عام والامة الإسلامية بألف خير.