برعاية رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور حيدر حسن الشمري, أقامت دائرة البحوث والدراسات في الديوان ندوة علمية فكرية الكترونية يعنوان (المرجعية الدينية العليا ودورها في الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية) وعلى منصة (ZOOM) بمشاركة مجموعة من الباحثين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية .
وقال مدير عام دائرة البحوث والدراسات الاستاذ علاء القسام ان الندوة افتتحت بكلمة ترحيبية من قبل مدير المنصة السيد عزت عبد الله هادي, أثنى فيها على السادة الحضور وعرف من خلالها بأسماء الباحثين والمشاركين وعرج فيها الى انجازات دائرة البحوث والدراسات في ديوان الوقف الشيعي المتوالية خلال ازمة وباء فايروس كورونا ومنها عقد هذه الندوة واعمال أخرى ستأخذ طريقها الى النور. بعدها عرضت الاوراق البحثية وكما يلي: الورقة البحثية الاولى المقدمة من دائرة البحوث والدراسات في الوقف الشيعي بعنوان (المرجعية الدينية العليا _ مقدمة تعريفية) للباحث الدكتور نوزاد صفر بخش .تطرق فيها الى ان المرجعية الدينية هي مفهوم شيعي معناه رجوع المسلمين الشيعة إلى من بلغ رتبة الاجتهاد والأعلمية (على خلاف في اشتراط الأخيرة) في استنباط الأحكام الشرعية، ومن أصبح مؤهلاً لمنصب الإفتاء وأصدر آرائه في الأحكام الفقهية في كتاب يسمّى الرسالة العملية يعبّر عنه بـ (الـمَرْجِع الدِّينِيِّ) أو (آية الله العظمى) في المصطلح الشيعي. يرجع الشيعة إلى مراجع التقليد لمعرفة الأحكام الفقهية، وقد يمتد نفوذ المراجع إلى التدخل في مسائل سياسية واجتماعية كما وقع ذلك مراراً في تاريخ المرجعية الشيعية.
وأوضح الباحث, ان المرجع هو طالب علوم دينية درس في الحوزات العلمية وقضى سنيناً طويلة حتى حاز على رتبة الاجتهاد وأصبح مؤهلاً للإفتاء. والاجتهاد: هو بذل الجهد أو استفراغ الوسع، للوصول إلى الحكم الشرعي بالنظر والاستدلال والاستنباط والاستقراء، فيبذل المجتهد كل ما يستطيع من جهد لإدراك الحكم الشرعي. اما التقليد: هو الاستناد في مقام العمل على فتوى المجتهد الجامع للشرائط. او : هو العمل بقول الغير من غير حجة معلومة.
واستدل الباحث على مشروعية المرجعية بالدليل العقلي القاضي بأن يرجع الجاهل في الأمور التي لا يعلمها إلى المتخصص العالم بها، وبما ورد في القران الكريم مثل قوله تعالى: (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون))، وقوله تعالى: ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)). مع اختلاف بين العلماء في مدى دلالة هذه الايات المباركة على موضوع التقليد وما يتعلق به من تفصيلات.
تلتها الورقة البحثية الثانية فكانت للباحث الدكتور اسماعيل طه الجابري رئيس قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة المعنونة (أثر المرجعين الميرزا محمد تقي الشيرازي والسيد علي السيستاني في التأسيس لبناء لدولة وتعزيز السلم الأهلي). وتطرق فيها الى تميز المرجعيات الدينية الشيعية بمميزات عدة جعلتها مختلفة عن الكثير من المرجعيات الدينية الأخرى . وهذه المميزات هي: انها تعمل بصمت وبعيداً عن الأضواء, بيد أنها كانت تظهر بقوة في مفاصل مهمة من حياة الشعب العراقي وتاريخه المعاصر. وكذلك لا تعترف بالحدود عائقاً امام القيام بواجباتها الدينية تجاه البلدان الإسلامية. وتميزت المرجعية أيضاً بحبها للعراق وتمسكها البقاء فيه , وعدم مغادرة ارضه مهما بلغت أساليب الأنظمة المستبدة وحشية ووقاحة , ومهما اتبعت تلك الأنظمة من وسائل الاغراء والترغيب. وكذلك تميزت بان غالبية العلماء على استعداد لتقديم دمائهم لأجل العراق، لانهم يسيرون على نهج لا يعترف بالمناطقية الضيقة، ويجاوز حدود الجغرافيا، نهج همه المواطن، وكرامة الوطن وصيانة مقدساته.
واختتمت الندوة بفتح المجال أمام الحاضرين لإبداء آرائهم ومقترحاتهم.
وخرجت الندوة بمجموعة من النقاط وكما يلي:
1_ المرجعية الدينية العليا تمثل ركيزة اساسية في مشروع الوحدة الوطنية العراقية.
2_ مواقف المرجعية الدينية منذ وجودها أكدت دائما على التمسك بالثوابت الاسلامية والانسانية بوصفها تمثل موقع الأبوة لجميع المكونات العراقية على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية والمناطقية.
3_ العنوان الاسلامي الكبير الذي تحتله المرجعية الدينية العليا ومواقفها المبدائية الرصينة جعلها مصدر اهتمام وتقدير من جميع المؤسسات العالمية مثل منظمة الامم المتحدة وغيرها .