وسط حضور لافت لممثلي البعثات الدبلوماسية وسفراء الدول في العالم.. سماحة السيد الموسوي من جنيف يسلط الضوء على مسيرة ومنهج امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) في حقوق الانسان

الاعلام والعلاقات العامة/ بغداد

عقد ديوان الوقف الشيعي بالتعاون مع ممثلية العراق الدائمة في جنيف مؤتمرا بعنوان حقوق الإنسان في الإسلام للتعريف بمنهج الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) في إشاعة ثقافة حقوق الانسان عالميا.

وادناه كلمة معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي (ايده الله) في المؤتمر:

بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
السادة رؤساء البعثات

عانى امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام من الاضطهاد السياسي وصبر لمدة خمسة وعشرين سنة على العزلة السياسية والاضطهاد بسبب الرأي
حتى استلم الحكم في سنة 36 للهجرة
ولعل المتوقع من مثله ان يبدأ بحملة تصفية للحسابات مع خصومه السياسيين الا ان شيئا من ذلك لم يحصل لنتأمل في النقاط التالية لنتعرف على احترام علي عليه السلام لحقوق البشر الفكرية والسياسية والاجتماعية .

1- لم يجبر علي عليه السلام احدا من المسلمين على بيعته ، مع انهكا قد أجبر على ذلك فيما مضى .

2- لم يعتقل علي احدا ممن خالفه في راي فقهي او سياسي او اعترض عليه في احكامه ومواقفه وحروبه
فلا يوجد في سجن علي اَي سجين سياسي او سجين رأي .

3- لم يعتقل علي احدا ممن كان يجاهر بعداوته ويحرض الناس ضده بل ويواجهه بالانتقاد اللاذع او السب واللعن . بل تركهم احرارا ومنع أصحابه ومحبيه من الانتقام منهم . وكان يقول لهم
حقوقكم المالية من بيت المال مضمونه وأنتم آمنون على انفسكم ما لم تشهروا سيفا او تقطعوا طريقا او تخيفوا احدا من المسلمين اَي انه عليه السلام ضمن لمعارضيه حقوقهم المدنية كاملة ما داموا لم يهددوا السلم الأهلي .

4- لم يجهز علي عليه السلام في حروبه الكثيرة والعنيفة على جريح
ولَم يتبع هاربا
ولَم يقتل أسيرا
ولَم يأخذ نساء الأعداء سبايا ابدا
وكان يأمر أصحابه بذلك .

5- لم يبدأ علي عليه السلام حربا قط ، بل كان يبدأ بنصيحة اعدائه ويحاول ثنيهم عن التمرد بالحوار حتى اذا بدأوه بالقتال قاتلهم .

6 – دافع علي عليه السلام عن حقوق مواطنيه ورعاياه بغض النظر عن ديانتهم وانتمائهم الطائفي او الفكري فكان يعتبر أهل الكتاب والأديان الاخرى ضمن دولته الاسلامية رعايا يجب حمايتهم والدفاع عنهم لا فرق بينهم وبين المسلمين في ذلك .

7- لم يفرق علي عليه السلام في العطاء من بيت المال بين احد من رعيته فالجميع عنده سواسية في الاستحقاق المالي والمعنوي . وسمح علي عليه السلام بانتقاد شخصه ولَم يمنعه من ذلك اعتقاده بعصمة نفسه .
وأخيرا نتساءل:
هل يمكن لبشر منذ بدء الخليقة الى اليوم ان يكتب لائحة لحقوق الانسان تفوق ما كتبه علي عليه السلام بعمله وسيرته وهو حاكم مسلط علي مقدرات الخلافة الاسلامية الهائلة ؟
صلى الله عليك يا ابا الحسن
من حاكم عادل
وانسان كامل