بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) صدق الله العلي العظيم

يستذكر العالم الإسلامي في الثالث عشر من شهر رجب الأصب أعظم شخصية بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم هذه الشخصية التي خصها الله تعالى بكرامة لا يمكن أن تتكرر وهي ولادته في جوف الكعبة ليبدأ أول ساعة من حياته في بيت الله ولتنتهي بعد عمر قضاه في سبيل الله وخدمة الإسلام والانسانية في بيت من بيوت الله تعالى.. إنه أمير المؤمنين الإمام  بن أبي طالب عليه السلام، فعندما نتحدث عنه عليه السلام لا بد أن نتحدث عن العدالة التي لازمت شخصيته السامية حتى اقترن اسمه المبارك بالعدالة وكان مصداقا بارزا لقوله تعالى: (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسطِ).. فحقاً لم يعرف تاريخ الإنسانية بعد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم شخصاً كعلي عليه السلام خلد اسمه متلازما مع العدل والإنصاف وإحقاق الحق ونصرة المظلوم وإعطاء المحرومين، وارتسمت صورة عدالته في أذهان البشر، وما وصيته لمالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه عندما ولاه مِصراً إلا عنوان شامل لمعنى العدالة والإنصاف والحق لا يفرق بين أطياف مجتمعه عندما قال: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).. لقد كان عليه السلام يرى أنه (في العدل صلاح البرية).. ولذا أصبحت عدالته عليه السلام أنموذجاً واضحاً لكل القادة وطلاب العدالة على مرِّ القرون، ومصداقاً مشرِّفاً للإنسان المسلم المتكامل الذي يستطيع أن يكون قدوة في جميع المجالات.. فماذا نقول عن إمام ارتقى صهوات المجد وحكم البلاد بدستور الله الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. فحريّ بالمتصدين للحكم والقيادة في كل مكان أن ينتهجوا نهج أمير المؤمنين علي عليه السلام، وليعلموا بأن قيادة الشعوب ما هي إلا تكليف شرعي لا تشريف، وأمانة ثقيلة وكبيرة في أعناقهم ليخدموا عباد الله من خلال المنصب لا أن يكون المنصب في خدمتهم. ونغتنم هذه الفرصة على توكيد ما يلي:

1. الإفادة من إدارة أمير المؤمنين علي عليه السلام لدولة العدل والقضاء المنصف والتعرف على تفاصيل المبادئ والأسس التي اعتمدها على كافة الأصعدة لتكون منهاجا للمتصدين للمسؤولية.

2. اتخاذ أمير المؤمنين علي عليه السلام قدوة في نشر ثقافة احترام الأديان والطوائف والتنوّع وحقوق الإنسان والالتزام بأُسس الألفة والسلام والتعايش السلمي لتكون منهجا وسلوكا لكافة أفراد المجتمع.

نسأله تعالى أن يعيد هذه المناسبة العالم الانساني والاسلامي وعلى العراق والعراقيين باليمن والبركات ويحفظ البلاد والعباد والمقدسات ويجنّب البشرية جمعاء المزيد من الآلام والمعاناة، وان يهدي خلقه الى ما يحبه ويرضاه وأن يعجل فرج وليه الحجة بن الحسن   إنّه سميع مجيب.
ديوان الوقف الشيعي
الأحد 13 رجب الأصب 1444 هـ
5 شباط 2023 م