الاعلام والعلاقات العامة/ بغداد
قال معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد علاء الموسوي (ايده الله) ان إدمان المخدر مرض اجتماعي يذل الفرد ويحطمه ويؤثر على نفسيته وينعكس على شخصيته فيمحو منها الفضيلة ويدفعها إلى الرذيلة ويهدم المثل العليا.
سماحة السيد الموسوي وخلال افتتاحه المؤتمر العلمي الاول الموسوم “المخدرات والتفكك الأسري.. تحديات ورؤى” الذي أقيم برعاية سماحته وبالتعاون بين دائرة العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة والعتبة الكاظمية المقدسة اليوم السبت الموافق 2019/4/27 على قاعة مؤسسة العين الاجتماعية في مدينة الكاظمية، اضاف “ان المخدرات تقود الشخص إلى التبلد واللامبالاة وتفقده الشعور بالمسؤولية ويتبعده عن واقع الحياة وتؤثر في صحته وصحة حكمه على الأشياء وهذا على صعيد شخص المتعاطي للمخدرات”، وعن تداعيات هذه الآفة المجتمعية على عائلة متعاطي المخدرات اكد سماحته “ان الكارثة أعظم والنتيجة تتفكك الأسرة وانهيار الروابط والعلاقات الأسرية والاجتماعية مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانحراف وارتكاب الجرائم”.
وبيّن سماحته في كلمته بالمؤتمر الذي حضره وكيله الديني والثقافي/ عميد كلية الامام الكاظم (ع) الاستاذ المساعد الدكتور غني الخاقاني “ان الإسلام هو الطريق الأمثل لحلّ المشكلات الاجتماعية ومنها تعاطي المخدرات، مشيرا الى ضرورة توزيع المسؤولية على على الجميع دون استثناء ان كانوا في موقع المسؤولية او أفراد وكلّ مؤمن يعيش في مجتمع الإسلام له مسؤولية في الحفاظ على سلامة المجتمع من مظاهر الفساد، والدفاع عن الأخطار المُحدقة به، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي”.
ودعا رئيس ديوان الوقف الشيعي “المؤسسات المعنية وفي طليعتها وزارة الداخلية والصحة وحقوق الانسان الى الاضطلاع بدورها الوظيفي والمجتمعي الرئيسي والإلتفات الى الخطر الداهم المترتب على التماهل في اتخاذ التدابير الرادعة لهذا السرطان المدمر والعمل على مواكبة الطروحات الحديثة والبحث بدقة عن معالجات حيوية وفاعلة لاستئصال مرض الإدمان سواء بالتثقيف المتواصل لانعكاساتها المجتمعية او بالقضاء وتجفيف منابع الوصول السهل اليها من قبل المتعاطين، فضلا عن ايجاد التشريعات الكفيلة بالحد من التفشي لهذا الخطر الداهم”.
من جهة اخرى، قال مدير عام العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة الاستاذ موسى الخلخالي ان الغاية من المؤتمر العلمي هو تكليف الأخوة الباحثين لدراسة هذه الظواهر وتشخيصها ومعرفة أسبابها والدواعي التي أدت إلى تفشيها والجهات التي تقف ورائها وتحديد سبل معالجتها.
بالمقابل، قدرت مفوضية حقوق الإنسان خطر هذه الآفة بلغة الارقام من خلال مسوحاتها التي نفّذتها مكاتبها في بغداد والمحافظات بواقع انتشارها بين الفئات العمرية من (29 – 39) سنة بنسبة تقترب من (%40) وتليها فئة (18 ـ29) سنة ونسبتها (%35) فيما شكلت فئة الأطفال نسبة اقتربت من (%9)، وأوضحت التقارير والدراسات الطبية لمنظمة الصحة العالمية أن الأعداد في تزايد، حيث بلغ العدد الكلي للموقوفين والمحكومين (7358) شخصاً للعامين 2017 – 2018، وسجّلت محافظة بغداد أعلى النسب في التعاطي.
وشهد المؤتمر حضورا رسميا وأكاديمياً وشعبيا لافتا نظرا لاهميته المجتمعية من قبيل مستشار وزير الصحة ومدير عام مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية ومنظمة حقوق الانسان وجهات رسمية في ديوان الوقف الشيعي وجامعات وكليات عراقية فضلا عن ممثلين عن المرجعيات الدينية والعتبات المقدسات ووجهاء وشيوخ عشائر وفئات اجتماعية اخرى.