بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا
صدق الله العلي العظيم
وقال رسول الله صل الله عليه واله وسلم: ان الامام الحسين بن الامام عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، وأُبن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت النبي الخاتم سيدنا محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. عاش في كنف الوحي، والرسالة، تنزّلت آيات الله تعالى تجاهر بطهارته، وقداسته، ومكانته السامية، كآية التطهير: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
وتواترت أحاديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووصاياه، تشير الى المكانة السامية التي يحظى بها هذا السبط المنتجب الإمام الحسين (عليه السلام)، منها: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن أحبّ أن ينظر إلى أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء، فلينظر إلى الحسين (عليه السلام)».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحسن والحسين (عليهما السلام): «هما ريحانتاي من الدُّنيا».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهما: «هذان ابناي، فمن أحبّهما فقد أحبّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهما: «اللّهُمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم : «مَن أحبّني، فليحبّ هذين».
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):(( إنّ الله تعالى جعل ذرية كلّ نبيّ من صلبه خاصّة، وجعل ذريتي من صلب عليّ بن أبي طالب)) وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام): «أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم»
نعزي مولانا صاحب العصر الامام الحجة بن الحسن عج ومرجعيتنا الدينية العليا متمثلة باية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الشريف
وكل علمائنا الاعلام، كما نعزي العالم الاسلامي والانساني بحلول شهر محرم الحرام ، شهر قربان بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام
ها هو شهرُ محرمٍ الحرامُ يُقبِلُ ليتلوَ علينا المواقفَ الاستشهاديةَ والمضامينَ الإيمانيةَ التي تلألأ نورُها في العاشرِ من أيامِه، ويسمِعُنا أراجيزَ الأبطال من الأهلِ والأصحاب مِمّنْ ظفروا بركبِ أبي الأحرار إمامِنا وسيدِنا الحسينِ بنِ عليٍ عليهما السلام ..تلك الأراجيزُ التي اقتحمَ أصحابُها زِحامَ السيوفِ، وغبارَ الحتوفِ طمعًا بنيل وسامِ الشهادة بين يديِ سبطِ الرسول وريحانتِه على صعيدِ كربلاء ، فزلزلوا بصيحاتِ ولائِهم الممتدةِ على مديات الدهور بنداءِ: “لبيكِ ياحسين”، زلزلوا عروشَ الطغاة وارعبوا مكامنَ الشيطانِ وجنودِه وانتصروا على جحافلِ العتاة، وأخزَوا أولئك الذين عاونوا وهادنوا، وعرَّوا أولئك المتزلفينَ ممّن باعُوا دينَهم واخرتهم بدنيا غيرهم، وأذلوا نفوسَهم وضمائرَهم من أجلِ حُطامِ الدنيا وعطاياها الزائلةِ ومراتبِها الدونيّة.
لقد عُدتَّ يا محرمُ الحرام من جديد لتبعثَ فينا تجديدَ عهد الوفاء لذلك النهج القويم … فأيامُك تعيدنا لأحضانِ عليٍ والحسين والعباس والكوكبة الثابتة الصابرة من الاهل والاصحاب… تأخذُنا من كل زخارفِ هذه الدنيا لتمسحَ ذلك الصدأَ والرينَ عن قلوبنا … لتعيد لأسماعِنا الهُتاف الخالد : (هيهاتَ منا الذلة) …
فنستعيدَ بذلك قوتَنا على رفضِ كل انواعِ الظلم والبغي والطغيان واولُها ظلمُ الانسانِ لنفسِه، اِنْ قادَها هوَ الى طريقِ الذنوب والمعاصي
ها قد عاد محرمُ الحرام يشحذُ القلوبَ بالمعنوياتِ والمُثلِ الساميةِ ، عادتْ رايةٌ من الجهاد يطرزها إباءُ الحسين، وصبرُ الحوراء زينب، ووفاءُ العباس وتضحيةُ الأنصار،
عاد صوتٌ يدوّي في أذانِ الدهر وعلى مداه: أنَّ الحياةَ عقيدةٌ وجهاد.
فلا يومَ كيومك يا أبا عبد الله ولا مدرسةَ كجامعتك العريقة ولا عِبرة كدرسك وموعظتك ولا عَبرة كالدموع الحرّى عليك ولا حرارة كحرارة القلوب بفقدك يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين
فالسلام على مولانا سيد الشهداء وأبي الأحرار الأمام الحسين عليه السلام وعلى المستشهدين بين يديه من آله وصحبه المنتجبين.
وفي هذه المناسبة المعظمة والاليمة نسأل الله تعالى أن يحفظنا بحفظه ويهدينا بهدايته لنكون من المتمسكين بعرى النبي الأكرم وآل بيته الأطهار، وألا يحرمنا ولايتهم ولا يمنع عنا شفاعتهم يوم الورود، إنه سميع مجيب..
ولايفوتُنا -ونحن مازلنا نواجه الوضعَ غيرَ المطمئِنِ وغير المستقر بسبب الوباءِ الخطير أعاذنا اللهُ وإياكم من شره – لا يفوتنا أن نهيبَ بكل ابناء الشعب العراقي والاسلامي والانساني من انفسنا وأخوتنِا في الدين ونظرائنا في الخلق من اًتْباع الحق واهله ممن يبرزُ دورُهم الديني والإنساني في هذه الأيام الحسينية من فرقِ العتبات المقدسة والمزارات الشريفة والهيئات والمواكب والمجالس الحسينية في وجوب اتّباعِ الإجراءات الصحية الوقائية المشددة كافة وعدمِ التهاون في اتخاذ كلِ ما يلزمُ من سُبلِ الوقايةِ الصحية التي اكدت عليها الجهات المختصة وطنيا وعالميا (وزارة الصحة/ البيئة العراقية/ اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية/ منظمة الصحة العالمية وغيرها) للحفاظ على الارواح والانفس وحمايتها
قال تعالى:
رَبِّ ٱجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ. اللهُمَّ ٱجعلْ جميعَ بلادِ المسلمينَ آمنةً مطمئنة موحَّدَة، داعيَةً لتوحيدِك، ونَشْرِ لوائِك، والتمسُّكِ بشريعتِك، وما جاءَتْ به رُسُلُكَ وأنبياؤُك وخاتمهم صل الله عليه واله وتمسك به ودعى اليه الائمة الهداة المعصومون من ال بيته الطيبين الطاهرين وقائمهم عج، بحقِّ حبيبِكَ المختار، وآلِهِ الاطهار ع ..
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكن ارضه طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين عليهم السلام
والحمد لله اولا واخرا وصلاته وسلامه على رسوله واله ابدا ورضي الله عن اصحابه المنتجبين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ديوان الوقف الشيعي
١/محرم الحرام/ ١٤٤٣
10/ آب/ 2021